مستويات شتى من الشخصية البشرية الواحدة يكاد يكفى كل مستوى منها لحياة رجل بأكملها .
وإجتماعها فى واحد بعينه أمر يدعو للدهشة فى حد ذاته .
لأنه يوجز فى فترة عمر رجل
ما كان يصلح لجملة اعمار أو رجال
كانت هذه بداية الحديث عن عمرو بن العاص الشخصية المليئة بالمتناقضات فى كل مجالات حياتها من الكفر إلى الإيمان ومن الجهاد الذى يسقط جميع الإعتبارات لمصلحة العقيدة ، إلى البحث عن المغنم من جاه الدنيا وسلطانها ، والذى انتشل مصير ( معاوية ) من الهزيمة إلى النصر فأحدث تحول الخلافة الديمقراطية إلى الملك الذى يتوارثه آل البيت الواحد وكان من خصوصيات عمرو بن العاص السباحة والقراءة والكتابة والحساب والشعر وكذلك .. مشيته التى تدل على إحساس بالإرتفاع فوق سواد الناس . رغم قصر قامته .
و أمضى عمرو بن العاص أكثر من 20 عاماً فى محاربةالإسلام والمسلمين ثم ذهب إلى المدينة بعد 8سنوات من الهجرة النبوية مبايعاً بالإسلام ولقد بدأ فى تأسيس الدولة وكانت الإسكندرية عاصمة لمصر .
وعمل على تأمين حدودها وتثبيتها من الداخل وبعد ذلك كرس جهده للتوغل نحو الغرب إلى برقة وطرابلس فى ليبيا وواصل الزحف حتى مدينة سبرة ثم عاد بجيشه إلى مصر .
و إنشغل بترتيب البيت
وإتخذ من الفسطاط عاصمة
واحسن فهم طبيعة مصر الزراعية
وظروفها الجغرافية والإقتصادية
والعمران فى مدنها الكبرى
وما ينبغى لها من دعائم الصناعة والفن والخدمة المدنية .